العرض في الرئيسةفضاء حر

البشيري.. قصة معلم في “خَدِير” ملهمة لأجيال المستقبل

يمنات

محمد الصُّهباني

محمد عبد الله عثمان البشيري (50 عاماً)، تربوي قدير، يعيش في قرية البشِّيرة، إحدى قرى مدخل مدينة “الدمنة” الجنوبي، حاضرة مديرية خدير، بمحافظة تعز، كبرى مديريات المحافظة، شرقاً.
يتميز البشيري بإخلاصه الكبير وحبه العميق لمهنة التدريس، حيث لا يهدأ له بال دون أن يرافق طلاب قريته والقرى المؤدية إلى مدرسة الزبيري بالمنطقة، ذهاباً وإياباً، وكأنه أب لطلابه الأطفال، جميعاً.

والحقيقة أنه لا يحب أن ينفصل عنهم ولو للحظة واحدة، خشية تعرضهم لأي مكروه، خصوصاً
أن طريقاً دولياً خطيراً يفصل بين قريتهم والمدرسة التي يعمل بها مدرِّساً منذ سنوات طويلة.

لقد أثبث محمد عبد الله أنه يُجسِّد مثالاً للتربوي المخلص والاستثنائي في البلدة.

وعلى الرغم من المرتب الزهيد الذي يتقاضاه، ويزداد شحاً منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل عقد من الزمن، والذي عادة لا يتسلّمه إلا بعد مرور أشهر عديدة، فإنه لا يتوانى عن أداء رسالته النبيلة بكل إخلاصٍ وتفانٍ.

في الساعات الأولى من الصباح، ومع بزوغ أولى خيوط الشمس، ينطلق هذا المعلم القدير برفقة طلابه، يحنو عليهم ويعاملهم كأبنانه، يسير معهم في الطريق، متفقداً أحوالهم، مطمئناً على سلامتهم، ومتحدثاً معهم بكل لطف عن أحلامهم وطموحاتهم في المستقبل، وكأنه يُعلِّمهم دروساً في الحياة إلى جانب دروس المدرسة.

وعند العودة، يرافقهم بنفس الروح المرحة التي انطلق بها في الصباح، دون أن يظهر عليه أي تعب أو ملل.

لا ننسى أيضاً، أنه يتميز بحس فكاهي رائع ولافت للنظر لدى الكثيرين ممن عرفوه عن قرب، إذ يشارك طلابه النكات والضحكات طوال الطريق، مما يضفي جواً من البهجة والسرور، ترتسم على رحلتهم اليومية، إذ لم نرَ معلماً بمثل هذه السلوكيات قط، فهو رمز للتضحية والعطاء، ومثال حي على أن التعليم ليس مجرد مهنة، فحسب، بل رسالة إنسانية سامية.

نعم، ومحمد عبد الله ليس مجرد معلم، بل هو قدوة حقيقية لطلابه ومجتمعه وشعاع أمل وسط ظلمات الحرب والمعاناة. إنه تربوي مخلص جعل من عمله رسالة سامية تتجاوز حدود الصفوف الدراسية.

لم يكتفِ هذا الرجل بدوره كمعلم داخل أسوار المدرسة، بل امتدت مسؤوليته لتشمل حياة طلابها اليومية.

فهو لا يسعى بحثاً عن الشهرة، لأنه يرى في نجاح طلابها أعظم جائزة. لقد أصبح فعلاً رمزاً للإخلاص والتفاني، وصورة مشرِّفة للتعليم كرسالة نبيلة، ولا يقتصر دوره على بناء العقول، فحسب، بل يشمل بناء الثقة والأمل في قلوب طلابه وأسرهم.

ونظراً لتفانيه وإخلاصه الممتد لسنوات، فإننا نطالب قيادة مكتب التربية والتعليم في المديرية بتكريمه بحفل رسمي، تقديراً لما قدمه من تضحيات وعطاء لا يُقدر بثمن، تأكيداً لدوره الريادي في بناء أجيال المستقبل وخدمة الوطن.

*الصورة إفتراضي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى